کد مطلب:323810 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:370

الأفعی البهائیة
و فی الشرق فقد كان أظهر طریق للأفعی الرمزیة ما یمكن أن یمثل المرحلة الثامنة: فی ایران فی القرن التاسع عشر فی البابیة، ثم البهائیة حینما وجدنا حسین علی فی عام 1844 م (1260 ه) و بعد أن «أعلن الباب دعوته یعتنق أمر الدین الجدید و كان اذ ذاك فی السنة السابعة و العشرین من عمره» [1] اعتقادا منه أن الصهیونیة العالمیة التی كانت تتحرك فی خفاء، مستغلة الدول الاستعماریة فی تحقیق مآربها، سوف تمنحه منصبا كبیرا، كأولئك الذین التفوا حول الباب، و لكن ظنه خاب حینما لم یدخله الباب فی «حروف الحی» أی خاصته الذین أراد تقسیم الغنائم بینهم، مع أن بعض المؤرخین یذكرون أن «صبح الأزل» مع حداثة سنه و عدم بلوغه الحلم كان داخلا فی عدد 12 حروف الحی» [2] و لكنه عندما ظهرت الأفعی الرمزیة، استطاع أن یظهر فی مؤتمر «بدشت» المعروف فی تاریخ البایة. حیث تمكن من الوصول الی قرة العین، غانیة البابیین، و زعیمتها الاولی، و التقرب الیها، و لقد قدر علی ذلك بنضرة شبابه، و وسامة وجهه، و جماله «و شعره المرسل كشعر الأوانس» [3] و تأییده المطلق لها بكل ما تریده من الفسق و الفجور و هتك الأعراض. و كسد الحدود الشرعیة و القیم الروحیة الأخلاقیة، وفوق ذلك، نسخ شریعة الله التی تفرض علی الناس هذه الحدود احتفاظا علی شرف الانسانیة و كرامتها و لقد مر سابقا: [4] لما قام الهیاج و تعالت الأصوات عی منكرات قرةالعین فی مؤتمر بدشت و تجرئها علی القول بنسخ الاسلام ایدها حسین علی البهاء بكل قوة و صرامة، ففتح المصحف - القرآن الكریم - و قرأ منه سورة الواقعة، و فسرها بتفسیر یؤید ما قالته قرةالعین
و یصوبها، و كتب بعد ذلك الی الباب الشیرازی بما هو یطلب منه الفصل فی القول، فوافق الشیرازی قرةالعین و حسین علی و عصابتهما القائلین بنسخ الاسلام» [5] .

و یصرخ المؤرخ البهائی: «ان قرةالعین تأثرت من حسین علی بعد ما لقیته و عرفته الی حد لم تكن تأمر بشی ء أو تفعل بفعلة الا بعد اذن منه [6] فبها و بوساطتها، و علی عرضها، بنی عمارة عزه و جاهه، و الجدیر بالذكر و الطریف أن لقب «بهاء الله» منحته ایاه قرةالعین هذه، خلاف مشاهیر البابیة الآخرین فانهم كلهم، أوجلهم، ما منحوا من ألقابهم الا من قبل الباب الشیرازی نفسه، فمثلا لقب البشروئی «بباب الباب» و الیار فروشی «بالقدوس» و الدارابی «بالوحید» و المرزة یحیی «بصبح الأزل»، و قرةالعین «بالطاهرة» و غیرهم بغیرها خلاف حسین علی فانه لم یلقب من قبل الشیرازی مطلقا بل هو نفسه اختار هذا اللقب لما رأی كثرة وروده فی الكتب العتیقة مثل «المزامیر» و «أشعیاء» و غیرها من الكتب الصهیونیة و الشیعیة [7] فأوعز به الی عشیقته و عشیقة كل شاب بابی، و حبیبة كل جمیل و وشیم، فمنحته هذا اللقب و خلعته علیه، و روجته بین الناس، و لقد اعترف بذلك أول مؤرخ بابی بهائی فی كتابه التاریخی «الكواكب الدریة فی مآثر البهائیة» حیث ذكر: «ان أول المتفوهین بكلمة بهاء الله كانت قرةالعین فلعلها سمعت هذا اللقب عن الباب بواسطة أو بدون واسطة» [8] و كان مدینا لها و ممتنا الی حد حتی لما أرادت السفر مع عشیقها الأول ملأ محمد علی البار فروشی بعد انتهاء «مؤتمر بدشت» أعد لهما المحمل و الراحلة [9] اداء لبعض الواجب. و كذلك لما سافر هذا البار فروشی
الملقب بالقدوس مرة أخری الی قلعة الطبرسی و هی معه، صاحبهما و ذهب بهما الی قریته «نور» [10] .

و حتی لما سجنت فی «قزوین» لاشتراكها فی جریمة اغتیال الملأ تقی القزوینی، عمها، و صهرها، أنقذها من السجن، «المازندرانی أیضا بوساطة بعض الرجال الذین أرسلهم الی معتقل «قزوین» لیخطفوها من هنالك و یأتوا بها الیه» [11] .

فماذا یحمل مضمون «المساواة بین الرجال و النساء» فی البهائیة، اذن؟

المساواة - تعنی فی البهائیة أولا - منح المرأة الاباحیة الكاملة و الانحلال الخلقی و الفساد الانسانی، و هذه أفعاههم الرمزیة «قرةالعین» تفتی ب: «جواز نكاح المرأة من تسعة رجال» [12] .

و ترفع الحجاب فی «بدشت» و تفجر و تفسق ب «حروف الحی» أی علماء البابیین وقادتهم و منهم صنم البهائیة: «حسین علی» الملقب بالبهاء من بعد، و منهم كذلك الملا علی البار فروشی الذی: «قضت معه اللیالی فی هودج واحد و دخلت معه الحمام للاستحمام» [13] .


[1] بهاء الله و العصر الجديد ص 32 - الكواكب الدرية في مآثر البهائية ص 257.

[2] دائرة المعارف الادبية ص 785 الجزء الثالث.

[3] «الكواكب الدرية في مآثر البهائية»، ص 218 ط عربي.

[4] انظر لذلك «البابية تاريخها و منشئها» في كتاب «البابية».

[5] انظر لذلك «البابية و تاريخها و منشئها، و الكواكب الدرية ص 131 ط فارسي.

[6] المرجع السابق، ص 138.

[7] انظر لذلك أسفار العهد القديم و الكتب الأخري للشيعة.

[8] «الكواكب» ص 271 و 272.

[9] «مطالع الانوار» لنبيل الزرندي البهائي، ص 298 ط انجليزي.

[10] مطالع الانوار، ص 299.

[11] كتاب «قرةالعين» للداعية البهائية مارتاروث ص 67 ط ازدو پاكستان.

[12] مفتاح باب الأبواب، ص 176.

[13] مفتاح باب الأبواب، ص 176.